هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    نصف ساعة تحت الأرض

    eng_medo
    eng_medo
    المدير العــــام
    المدير العــــام


    عدد الرسائل : 401
    العمر : 37
    البلد : EGYPT
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 62514
    تاريخ التسجيل : 16/10/2007

    n3 نصف ساعة تحت الأرض

    مُساهمة من طرف eng_medo الأحد ديسمبر 14, 2008 5:59 am

    يقول كاتب القصة :



    حدث أن فاتتني صلاة الفجر، وهي صلاة من كان
    يحافظ عليها، ثم فاتـته فسيحس بضيقة شديدة طوال اليوم عند ذلك. تكرر معي
    نفس الأمر في اليوم الثاني، ‏فقلت لابد وأن في الأمر شيء، ‏ثم تكررت للمرة
    الثالثة على التوالي؛ ‏هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة
    لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار قررت أن أدخل
    القبر حتى أؤدبها ! ‏ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منـزلها ومسكنها
    إلى ما يشاء الله. ‏وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غداً وجلست أسوف في
    هذا الأمر حتى فاتـتني صلاة الفجر مرة أخرى.‏حينها قلت: كفى . وأقسمت أن
    يكون الأمر هذه الليلة.

    ذهبت بعد منتصف الليل، حتى لا يراني أحد، وتفكرت: ‏هل أدخل من الباب ؟
    حينها سأوقظ حارس المقبرة! ‏أو لعله غير موجود! ‏أم أتسور السور ؟ ‏إن
    أوقظته لعله يقول لي تعال في الغد، ‏أو حتى يمنعني ، وحينها يضيع قسمي،

    برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيراً كمشيع، إلا أنني أحسست أنني أراها لأول
    مرة.‏ورغم أنها كانت ليلة مقمرة، ‏إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد
    منها سواداً ‏تلك الليلة، ‏كانت ظلمة حالكة، ‏سكون رهيب.‏هذا هو صمت
    القبور بحق، تأملتها كثيراً من أعلى السور، ‏واستـنشقت هوائها، ‏نعم إنها
    رائحة القبور، ‏أميزها عن ألف رائحة، رائحة الحنوط،‏ رائحة بها طعم الموت


    وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏

    إيه أيتها القبور، ‏ما أشد صمتك وما أشد ما تخفينه، ‏ ضحك ونعيم، وصراخ
    وعذاب أليم،‏ ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم ؟‏ لعلهم سيقولون قولة الحبيب
    صلى الله عليه وسلم: ‏الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم (.

    قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحالة، فلو رآني أحد فإما سيقول
    أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة، وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة
    مرات.

    هبطت داخل المقبرة، وأحسست حينها برجفة في القلب، ‏والتصقت بالجدار ولا
    أدري لأحتمي من ماذا؟ ‏عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور
    وانتهاكها، أنا لست
    جباناً، ‏لكنني شعرت بالخوف حقا !‏نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها
    القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها. ‏إنها أشد بقع المقبرة سواداً ،
    وكأنها تناديني، ‏ مشتاقة إليَّ : متى
    ستكون فيَّ ؟

    أمشي محاذراً بين القبور،‏ وكلما تجاوزت قبراً تساءلت ‏أشقي أم سعيد ؟

    أهل الزنى؟ ‏ لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة، وأن
    شبابه لن يفنى؟ وأنه لن يموت كمن مات قبله؟ أم أنه كان يقول: ما زال في
    العمر بقية، ‏سبحان من قهر الخلق بالموت

    أبصرت الممر، ‏حتى إذا وصلت إليه، ووضعت قدمي عليه، أسرعت نبضات قلبي
    فالقبور يميني ويساري، وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية، ‏ثم بدأت أولى
    خطواتي، بدت وكأنها
    دهر، ‏أين سرعة قدمي؟ ما أثقلهما الآن، ‏تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي ابداً، لأنني أعلم ما ينتظرني هناك.

    اعلم، فقد رأيت القبر كثيرا، ولكن هذه المرة مختلفة تماماً أفكار عجيبة،
    أكاد أسمع همهمة خلف أذني، نعم، أسمع همهمة جليّة، وكأن شخصاً يتنفس خلف
    أذني، خفت أن أنظر خلفي، خفت أن أرى أشخاصاً يلوحون إليّ من بعيد، خيالات
    سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت، ‏بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان، لا
    يهمني شيء طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه.

    أخيراً، أبصرت القبور المفتوحة، أقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت أشد منها
    سواداً، ‏كيف أتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا ؟ ‏بل كيف سأنزل في
    هذا القبر ؟ ‏وأي شئ ينتظرني في الأسفل ؟ ‏فكرت بالإكتفاء بالوقوف و أن
    أصوم ثلاثة أيام تكفيراً لقسمي ‏ولكن لا .... ‏لن أصل إلى هنا ثم أقف،

    تأنس نفسي. ما أشد ظلمته، ‏وما أشد ضيقه، كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون
    حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة؟ سبحان الله.‏ يبدو ‏أن الجو قد
    إزداد برودة، ‏أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر؟ هل هذا صوت الريح ؟


    استعذت بالله من الشيطان الرجيم، ‏ثم أنزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم
    جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب، إنه المكان الذي
    لا مفر منه أبداً، ‏سبحان الله، ‏نسعى لكي نحصل على كل شيء، ‏وهذه هي
    النهاية: لاشئ .

    كم تنازعنا في الدنيا، اغتبنا، تركنا الصلاة، آثرنا الغناء على القرآن،
    والكارثة أننا نعلم أن هذا مصيرنا، وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلك نتجاهل.


    أشحت بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت، وكأني خفت أن يرد عليّ
    أحدهم: يا أهل القبور ،‏ مالكم ؟‏ أين أصواتكم ؟ ‏أين أبناؤكم عنكم اليوم
    ؟‏ أين أموالكم؟ ‏أين وأين؟‏ كيف هو الحساب ؟ ‏ أخبروني عن ضمة القبر،
    أتكسر الأضلاع ؟ أخبروني عن منكر و نكير، ‏أخبروني عن حالكم مع الدود !

    سبحان الله، نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتنا، ‏واليوم .. نحن الطعام، لابد من النزول إلى القبر .

    قمت وتوكلت على الله، ونزلت برجلي اليمين، وافترشت شماغي، ووضعت رأسي

    مرة واحدة؟


    نمت على ظهري وأغلقت عينيَّ حتى تهدأ ضربات قلبي، حتى تخف هذه الرجفة التي
    في الجسد،‏ ما أشده من موقف وأنا حي فكيف سيكون عند الموت ؟


    عدل سابقا من قبل eng_medo في الأربعاء ديسمبر 24, 2008 11:25 pm عدل 3 مرات
    eng_medo
    eng_medo
    المدير العــــام
    المدير العــــام


    عدد الرسائل : 401
    العمر : 37
    البلد : EGYPT
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 62514
    تاريخ التسجيل : 16/10/2007

    n3 رد: نصف ساعة تحت الأرض

    مُساهمة من طرف eng_medo الأحد ديسمبر 14, 2008 6:07 am

    فكرت أن أنظر إلى اللحد، هو بجانبي، والله لا أعلم شيئاً أشد منه ظلمة، ياللعجب!‏ رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه! فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف ؟ خفت أن أنظر إليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران إليَّ بقسوة. أو أن أرى وجهاً شاحباً لرجل تكسوه علامات الموت ناظراً إلى الأعلى متجاهلني تماماً، ‏حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد. ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياً من هذه المناظر رغم علمي أن اللحد خالياً، ولكن تكفي هذه المخاوف حتى أمتنع تماماً عن النظر إليه تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضر (لا إله إلا الله .. إن للموت سكرات) تخيلت جسدي عند نزول الموت يرتجف بقوة وأنا أرفع يدي محاولاً إرجاع روحي. وتخيلت صراخ أهلي عالياً من حولي : أين الطبيب؟ أين الطبيب ؟ ) فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين (‏ تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون : لا إله إلا الله، تخيلتهم يمشون بي سريعاً إلى القبر، وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارع لأن يكون أول من ينـزل إلى القبر، تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع، يصرخ فيهم: ‏جهزوا الطوب.

    وخيلت أحمد يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا عليَّ التراب، تخيلت الكل يرش الماء على قبري، تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل، ‏ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل.

    ثم رحلوا، وتركوني فرداً وحيداً، تذكرت قول الله تعالى: (لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم ( نعم صدق الله، تركت زوجتي، فارقت أبنائي، تخلـيّت عن مالي، أو هو تخلى عني تخيّلت كأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماً، ظهروا بأصوات مفزعة، وأشكال مخيفة، ينادي بعضهم بعضاً: ‏أهو العبد العاصي؟ فيقول الآخر: نعم. ‏ فيقال: ‏أمشيع متروك ‏أم محمول ليس له مفر؟ ‏فيجيبه الآخر: بل محمول إلينا ليس له مفر. فينادى : هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز ذو انتقام . ‏
    رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين:‏ ما غرك بربك الكريم ؟ ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة . ‏ ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار؟ أهي الدنيا؟ أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت! أهي الشهوات؟ أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت! أم هو الشيطان؟ أما علمت أنه لك عدو مبين؟ أمثلك يعصى الجبار، والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته، لا نجاة لك منَّا اليوم، اصرخ ليس لصراخك مجيب.

    فجلست اصرخ رب ارجعون، رب ارجعون. وكأني بصوت يهز القبر والفضاء، يملأني يئساً يقول : (‏ كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون(‏ بكيت ماشاء الله أن أبكي، ثم قلت: الحمدلله رب العالمين، مازال هناك وقت للتوبة، استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسوراً،‏ وقد عرفت قدري، وبان لي ضعفي، أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر ، وعدت وأنا أردد قول جبريل للحبيب صلى الله عليه وسلم: ( عش ما شئت فإنك ميت ، و أحبب من شئت فإنك مفارقه، و اعمل ما شئت فإنك مجزي ب


    عدل سابقا من قبل eng_medo في الأحد ديسمبر 14, 2008 6:21 am عدل 1 مرات
    eng_medo
    eng_medo
    المدير العــــام
    المدير العــــام


    عدد الرسائل : 401
    العمر : 37
    البلد : EGYPT
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 62514
    تاريخ التسجيل : 16/10/2007

    n3 رد: نصف ساعة تحت الأرض

    مُساهمة من طرف eng_medo الأحد ديسمبر 14, 2008 6:17 am

    صحوت من النوم فجأة في
    عيني نورغريب وقوي

    جدا استعجبت أمرالنورمن
    أين أتى


    واندهشت عندما وجدت الساعة تشيرإلى الساعة 3
    صباحاوأن مصباح الغرفة كان




    طافياً؟
    حارت تساؤلاتي من أين هذا النور؟؟؟



    وعندما التفت؟؟؟ فزعت جداً ... وجدت نصف يدي
    داخل الجدار



    خرجت يدي




    فنظرت إليها بعجب؟؟




    أرجعتها إلى الجدارمرة أخرى فوجدتها دخلت





    اندهشت؟؟




    ماالذي يحصل؟؟
    بينما أنا بين تساؤلاتي إذا بي أسمع صوت ضحك





    نظرت إلى ناحية الصوت فوجدت أخي نائماً
    بجانبي


    ورأيته يحلم


    يحلم بأنه يركب سيارة حديثة


    وانه ذاهب إلى حفلة كبيره جداً


    لناس أغنياء جداً




    وانه في أبهى حل هو ليكون أجمل من في
    الحفلة



    وكان سعيد جداً وكان يضحك



    THE QUEEN
    THE QUEEN
    عضو حكاية
    عضو حكاية


    عدد الرسائل : 201
    العمر : 36
    البلد : مصر
    اسم الدوله : نصف ساعة تحت الأرض Female31
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 57936
    تاريخ التسجيل : 31/01/2009

    n3 رد: نصف ساعة تحت الأرض

    مُساهمة من طرف THE QUEEN السبت فبراير 14, 2009 3:49 am

    بصراح موضوع رائع جدا وانا تاثرت بيه جدا
    وهذا الموضوع فكرنى بى اغلى الاحباب (بابا)
    بجد حسة بحساس غريب اوى كل اما اروح ازوروا وانظر للقبر واقعد اشكيلوا همومى من بعدوا وادعيلوا
    بس كنت ببقه مستغربا اوى ان بابا هنا بس فعلا كلنا هنفارق الاحباب والاصدقلء والاقارب ومش هيفضل الى العمل الصالح ربنا يغفر لاموات المسلمين جميعا
    ويصبر اهليهم
    ويهدي كل شباب المسلمين
    امين يا رب العلمين

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 12:34 pm