جلست يوما مع نفسى التى ما هعدتها إلا و هى آمآرة بالسوء ... فسألتنى تلك النفس " لماذا تحفظين القرآن ؟ لماذا تتحملين معاناة الذهاب للمسجد على الأقل مرة أسبوعيا و تستقطعين من وقتك الذى طالما شكوت من قلته بل و من مجهودك ... لتحفظيه عن ظهر قلب ؟ " فهممت أن أجيب عليها و بدأت أن أخبرها لأن فى ذلك تأسى بالنبى صلى الله عليه و سلم و بدأت أن أحكى لها عن فضل حافظ القرآن و منزلته عند الله ووو ... فقاطعتنى بمنتهى العجرفة و قالت لى : " أعلم أعلم كل هذا و لطالما أن أخبرتينى به و أنا لا أنتقص من كل هذه الفضائل و لكنى أسألك عن السبب الخاص بك أنت ... لماذا أنت بالذات تحاولين أن تحفظى القرآن ؟؟؟ " ... فسكت و لم أعرف بماذا أجيبها و كرهت نقاشاتى معها التى طالما ما أظهرت ضعفى... و تمنيت أن تصمت هى الأخرى و خشيت أن يكون صمتى هذا معناة انتصارها على ...
مرت الأيام و أنا و نفسى فى حالة دائمة من الشد و الجذب ... و كانت فى أقوى حالتها عندما تشعر أنى سأستعد لأتوضأ و أبدأ فى حفظ وردى ... فما أن ترانى أفعل ذلك ...حتى تبدأ لعبتها معى " لماذا لا تذهبى لتكلمى فلانة فى الهاتف لتطمئنى عليها ثم تبدئين حفظك ؟؟ " " يبدو أنك جائعة .. اذهبى كلى شيئا و لا تخافى بعدها ستبدئين حفظك " " الجو اليوم بارد و لا يوجد أحلى من كوب كاكاو ساخن ثم بعده اذهبى للفراش .. و لا تقلقى مازال امامك الكثير من الوقت و ابدئى حفظك غدا " و هكذا تلعب معى نفس اللعبة كل مرة بنفس الطريقة و للأسف كثيرا ما أغفل و أستجيب لإغرائاتها ...
أعلم أن نفسى قد تكون آمآرة بالسوء و لكنى ما شككت و لو للحظة واحدة ان الله قد يكون غاضبا على .. هو فقط يؤدبنى بين الحين و الآخر و من طرق تأديبه لى أن رزقنى بتلك النفس , و مع ذلك لم يتركنى لها ... ففى مرة فتحت جريدة معارضة ووجدت فيها صفحة كاملة عن موضوع ذهلت له ... كان الموضوع عن كتاب الفرقان الملعون و حكايته ... كاتبه من أصل عربى فلسطينى عمل قسيسا لمدة 40 عاما بين أمريكا و إسرائيل و يطلق على نفسه الصفى المهدى و يدعى أنه أوحى إليه ... و أنه كتبه فى 7 سنوات باللغتين العربية و الإنجليزية و هو بذلك يفضل نفسه على النبى محمد صلى الله عليه و سلم الذى أوحى إليه فى 23 سنة و نزل قرآنه بالعربية فقط !!!! ووووو... والكثير من المعلومات التى تغلى الدماء بالعروق .. و للعلم إن الكتاب يباع بحوالى 20 دولارا للنسخة شاملة تكاليف الإرسال لأى مكان بالعالم !!!... يريدون أن يمحوا كتاب الله ؟؟؟ ... أعلم أن " إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون" ... و لكن ماذا لو كانت إرادة المولى سبحانه و تعالى فى بقاء هذا الكتاب أن يحفظه فى قلوب حامليه ؟؟؟ ألا تريدين أن تكونى ممن أختارهم الله لمثل هذه الرسالة ؟؟؟ ... فقط فى تلك اللحظة وجدت الإجابة على السؤال الذى سألتنى نفسى إياه و ظنت بجهلى بالإجابة أنها غير موجودة ... ووجدتنى أقفز من مكانى و أنادى بأعلى صوتى ( الذى لا يسمعه إلا أنا !!) " أنت أنت يانفسى ... سألتينى يوما لماذا أحفظ القرآن ؟ أتعلمين لماذا ؟... ألا ترين ما يفعلونه لمحو دينى ؟ ... لا يا من ظننتم أنكم قادرين على ذلك ... أتريدون أن تفنوا القرآن ؟... حسنا فلتفتحوا صدرى و لتنزعوا قلبى ... نعم فلتفتحوا صدرى و لتنزعوا قلبى ... و لن تصلوا لأهدافكم الملوثة قبل ذلك ... أنت يا نفسى لن أستجيب لكى بعد اليوم ... أنت يا نفسى لن أترككى تعطليننى عن ركب حملة القرآن ... أنت يا نفسى سأخبر أحبابى بما تفعليه معى فلا يقعوا فى مثل هذا الفخ الذى نصبتيه لى ... سأحذرهم من نفوسهم ... و سأخبرهم أن يتربصوا لها ... ألا يأمنوا شرها و غدرها ... أنت يا نفسى سأشكوك إلى الله و ليفعل معك ما يشاء .... "
اللهم اجعلنا من حملة القرآن
اللهم أئذن لكل من يقرأ هذه الرسالة أن يختم القرآن
اللهم احفظنا بالقرآن و ..... احفظ بنا القرآن
يا رب يا مغيث المغيثين .... يا قريبا ليس بعيد ... يا غالبا ليس مغلوب ... أشهدك أنى بريئة مما يفعلون ...
أشهدك أنى لو أملك زمام الأمور ما تركتهم يفسدون فى الأرض ...
أشهدك أنى ما شعرت بمدى ضعف قوتى إلا عندما ينتهك دينك أمامى و لا أستطيع أن أفعل شيئا ...
حسبنا الله و نعم الوكيل