قصيدة العام لفاروق جويدة 1-1-2008
كتبها الشاعر متأثرا بعد ان شاهد جثث الشباب المصرى على شواطئ تركيا
عنوان القصيدة
(هذى بلاد ...لم تعد كبلادى)
كم عشت أسأل: اين وجه بلادى
اين النخيل وأين دفء الوادى
لاشيء يبدو في السماء امامنا
غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه
قدر ..كيوم البعث والميلاد
قد عشت اصرخ بينكم وأنادى
أبنى قصورا من تلال رماد
أهفو لأرض لاتساوم فرحتى
لاتستبيح كرامتى ..وعنادى
أشتاق اطفالا كحبات الندى
يتراقصون مع الصباح النادى
أهفو لأيام توارى سحرها
صخب الجياد ..وفرحة الاعياد
اشتقت يوما أن تعود بلادى
غابت وغبنا ..وانتهت ببعادى
فى كل نجم ضل حلم ضائع
وسحابة لبست ثياب حداد
وعلى المدى اسراب طير راحل
نسي الغناء فصار سرب جراد
هذى بلادى تاجرت فى عرضها
وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبقى من صخب الجياد سوى الاسى
تاريخ هى الارض بعض جياد
فى كل ركن من ربوع بلادى
تبدو امامى صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع ارضها
حملت سفاحا فاستباح الوادى
لم يبق غير صراخ امس راحل
ومقابر سئمت من الاجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا
بالقهر والتدليس ..والاحقاد
ماعاد فيها ضوء نجم شارد
ماعاد فيها صوت طير شاد
تمضى بنا الاحزان ساخرة بنا
وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيئ تكسر فى عيونى بعدما
ضاق الزمان بثورتى وعنادى
أحببتها حتى الثمالة بينما
باعت صباها الغص للأوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذب
وصراخ ارض فى لظى استعباد
لا تسألونى عن دموع بلادى
عن حزنها فى لحظة استشهادى
فى كل شبر من ثراها صرخة
كانت تهرول ورائها وتنادى
الافق يصغر...والسماء كئيبة
خلف الغيوم أرى جبال سواد
تتلاطم الامواج فوق رؤوسنا
والريح تلقى للصخور عتادى
نامت على الافق البعيد ملامح
وتجمدت بين الصقيع اياد
ورفعت كفى قد يرانى عابر
فرأيت امى فى ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها
كوداع احباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا
تتزاحم الاجساد فى الاجساد
حتى الشهادة رواغتنى لحظة
واستيقظت فجرا أضاء فؤادى
هذا قميص فيه وجه بنيتى
ودعاء أمى.. "كيس "ملح زادى
ردوا الى أمى القميص فقد رأت
مالا أرى من غربتى ومرادى
وطن بخيل باعنى في غفلة
حين اشترته عصابة الافساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا
للجوع تصرخ فى حمى الاسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا
والعمر يبكى و...والحنين ينادى
ما بين عمر فر منى هاربا
وحكاية يزهو بها اولادى
عن عاشق هجر البلاد وأهلها
ومضى وراء المال والامجاد
كل الحكاية انها ضاقت بنا
واستسلمت للص والقواد
فى لحظة سكن الوجود تناثرت
حولى مرايا لموت والميلاد
قد كان اخر ما لمحت على المدى
والنبض يخبو...صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله
وعلى امتداد النهر يبكى الوادى
وصرخت ..والكلمات تهرب من فمى:
هذى البلاد ...لم تعد كبلادى
كتبها الشاعر متأثرا بعد ان شاهد جثث الشباب المصرى على شواطئ تركيا
عنوان القصيدة
(هذى بلاد ...لم تعد كبلادى)
كم عشت أسأل: اين وجه بلادى
اين النخيل وأين دفء الوادى
لاشيء يبدو في السماء امامنا
غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه
قدر ..كيوم البعث والميلاد
قد عشت اصرخ بينكم وأنادى
أبنى قصورا من تلال رماد
أهفو لأرض لاتساوم فرحتى
لاتستبيح كرامتى ..وعنادى
أشتاق اطفالا كحبات الندى
يتراقصون مع الصباح النادى
أهفو لأيام توارى سحرها
صخب الجياد ..وفرحة الاعياد
اشتقت يوما أن تعود بلادى
غابت وغبنا ..وانتهت ببعادى
فى كل نجم ضل حلم ضائع
وسحابة لبست ثياب حداد
وعلى المدى اسراب طير راحل
نسي الغناء فصار سرب جراد
هذى بلادى تاجرت فى عرضها
وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبقى من صخب الجياد سوى الاسى
تاريخ هى الارض بعض جياد
فى كل ركن من ربوع بلادى
تبدو امامى صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع ارضها
حملت سفاحا فاستباح الوادى
لم يبق غير صراخ امس راحل
ومقابر سئمت من الاجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا
بالقهر والتدليس ..والاحقاد
ماعاد فيها ضوء نجم شارد
ماعاد فيها صوت طير شاد
تمضى بنا الاحزان ساخرة بنا
وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيئ تكسر فى عيونى بعدما
ضاق الزمان بثورتى وعنادى
أحببتها حتى الثمالة بينما
باعت صباها الغص للأوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذب
وصراخ ارض فى لظى استعباد
لا تسألونى عن دموع بلادى
عن حزنها فى لحظة استشهادى
فى كل شبر من ثراها صرخة
كانت تهرول ورائها وتنادى
الافق يصغر...والسماء كئيبة
خلف الغيوم أرى جبال سواد
تتلاطم الامواج فوق رؤوسنا
والريح تلقى للصخور عتادى
نامت على الافق البعيد ملامح
وتجمدت بين الصقيع اياد
ورفعت كفى قد يرانى عابر
فرأيت امى فى ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها
كوداع احباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا
تتزاحم الاجساد فى الاجساد
حتى الشهادة رواغتنى لحظة
واستيقظت فجرا أضاء فؤادى
هذا قميص فيه وجه بنيتى
ودعاء أمى.. "كيس "ملح زادى
ردوا الى أمى القميص فقد رأت
مالا أرى من غربتى ومرادى
وطن بخيل باعنى في غفلة
حين اشترته عصابة الافساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا
للجوع تصرخ فى حمى الاسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا
والعمر يبكى و...والحنين ينادى
ما بين عمر فر منى هاربا
وحكاية يزهو بها اولادى
عن عاشق هجر البلاد وأهلها
ومضى وراء المال والامجاد
كل الحكاية انها ضاقت بنا
واستسلمت للص والقواد
فى لحظة سكن الوجود تناثرت
حولى مرايا لموت والميلاد
قد كان اخر ما لمحت على المدى
والنبض يخبو...صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله
وعلى امتداد النهر يبكى الوادى
وصرخت ..والكلمات تهرب من فمى:
هذى البلاد ...لم تعد كبلادى