الروح
قال أبو الحسن القابسى رحمه الله : الصحيح من المذهب ، و الذى عليه أهل السنه ، أنها ترفعها الملائكة حتى توقفها بين يدى الله تعالى فيسألها ، فإن كانت من أهل السعادة قال لهم : سيروا بها و أروها مقعدها من الجنة . فيسيرون بها فى الجنة على قدرما يغسل الميت . فإذا غسل الميت و كفن ردت و أدرجت بين كفنه و جسده ، فإذا حمل على النعش فإنه يسمع كلام الناس ، من تكلم بخير و من تكلم بشر . فإذا وصل إلى قبره و صلى عليه ، ردت فيه الروح و أقعد ذا روح و جسد ، و دخل عليه الملكان الفتانان .
أما الكافر فتؤخذ نفسه عُنفا ، فإذا وجهُه كأكل الحنظل و الملك يقول : اخرجى أيتها النفس الخبيثة من الجسد الخبيث ، فإذا له صراخ أعظم ما يكون كصراخ الحمير ، فإذا قبضها عزرائيل ناولها زبانية قباح الوجوه ، سود الثياب منتنى الرائحة ، بأيديهم مسوح من شعر ، فيلفونها فيستحيل شخصا إنسانيا على قدر الجرادة ، فإن الكافر أعظم جرما من المؤمن ، يعنى فى الجسم فى الأخرة ، و فى الصحيح أن ضرس الكافر فى النار ، مثل أثحد ، فيعرج به حتى ينتهى إلى السماء الدنيا ،
فيقرع الأمين الباب ، فيقال من أنت ؟
فيقول أنا دقيائيل لأنه إسم الملك الموكل على زبانية العذاب ،
فيقال : من معك ؟
فيقول : فلان بن فلان بأقبح أسمائه و أبغضها إليه فى دار الدنيا ،
فيقال : لا أهلا و لا سهلا و لا مرحبا . « لا تُفَتح لهم أبوابُ السماءِ ، و لا يَدخُلون الجنة » فإذا سمع الأمين هذه المقالة ، طرحا من يده ، فتهوى به الريح فى مكان سحيق أى بعيد ، فإذا انتهى إلى الأرض ابتدرهته الزبانية ، و سارت به إلى سجين ، و هى صخرة عطيمة تأوى إليها أرواح الفجار .
و أما النصارى و اليهود ، فمرددودون من الكرسى إلى قبورهم . هذا من كان منهم على شريعته ، و يشاهد غسله و دفنه .
و أما المشرك فلا يشاهد شيئا من ذلك ، لأنه قد هوى .
و أما المنافق فمثل الثانى يرد ننقوتا مطرودا إلى حفرته.
و أما المقصرون المؤمنون فتختلف أنواعهم ، فنمنهم ترده صلاته ، لأن العبد إذا قصر فى صلاته كان سارقا لها . فتلف كما يلف الثوب الخلق ، و يضرببعا وجهه . ثم تعرج و تقول ضيعك الله كما ضيعتنى ، و منهم من تردهزكاته لأنه إنما يزكى ليقال : فلان متصدق ، و ربما وضعها عند النساء ،
و من الناس من يرده صومه ، لأنه صام عن الطعام و لم يصم عن الكلام فهو رفث و خسران فيخرج الشهر و قد بهرجه ، و من الناس من يرده حجه ، لأنه حج ليقال فلان حج ، لأو يكزن حج بمال خبيث ، و من الناس من يرده العقوق ، و سائ أحوال البر كلها
.
فإذا ردت النفس إلى الجسد ووجدته قد أخذ فى غسله إن كان قد غسل فتقعد عند رأسه حتى يغسل فإذا أدرج الميت فى أكفانه صارت ملتصقة بالصدر من الخارج ، و لها خوار و عجيج تقول : أسرعوا بى ، إلى رحمة الله أى رحمة لو تعلمون ما أنتم حاملونى إليه ، و إن كان يبشر بالشفاء تقول : رويدا إلى أى عذاب لو تعلمون ما أنتم حاملونى إليه ، فإذا أدخل القبر و هيل عليه التراب ناداه القبر : كنت تفرح على ظهرى ، فاليوم تحزن فى بطنى ، كنت تأكل الألوان على ظهرى ، فلآن يأكلك الدود فى بطنى و يكثر عليه مثل هذه الألفاظ الموبخة حتى يسوى عليه التراب ثم يناديه ملك يقال له رومان ، و هو أول ما يلقى الميت إذا دخل قبره .
قال أبو الحسن القابسى رحمه الله : الصحيح من المذهب ، و الذى عليه أهل السنه ، أنها ترفعها الملائكة حتى توقفها بين يدى الله تعالى فيسألها ، فإن كانت من أهل السعادة قال لهم : سيروا بها و أروها مقعدها من الجنة . فيسيرون بها فى الجنة على قدرما يغسل الميت . فإذا غسل الميت و كفن ردت و أدرجت بين كفنه و جسده ، فإذا حمل على النعش فإنه يسمع كلام الناس ، من تكلم بخير و من تكلم بشر . فإذا وصل إلى قبره و صلى عليه ، ردت فيه الروح و أقعد ذا روح و جسد ، و دخل عليه الملكان الفتانان .
قال أبو حامد فى كتاب كشف علوم الأخرة :
فإذا قبض الملك النفس السعيدة ، تناولها ملكان حسان الوجوه ، عليهما ثياب حسنة ، و لهما رائحة طيبة ، فيلفونها فى حرير من حرير الجنة ، و هى على قدر النحلة ، شخص إنسانى مافقد من عقله و لا من علمه المكتسب له فى دار الدنيا ،
حتى ينتهى إلى السماء الدنيا ، فيقرع الأمين الباب فيقال للأمين : من أنت ؟
فيقول : أنا صلصائيل ، و هذا فلان معى بأحسن أسمائه و أحبها إليه ،
فيقول : نعم الرجل كان فلان ، و كانت عقيدته غير شاك .
ثم ينتهى به إلى السماء الثانية ، فيقرع الباب ، فيقال له : من أنت ؟
فيقول مقالته الأولى ، فيقولون : أهلا وسهلا بفلان . كان محافظا على صلاته بجميع فرائضها .
ثم يمر حتى ينتهى إلى السماء الثالثة . فيقرع الباب فيقال له : من أنت ؟
فيقول الأمين مقالته الأولى و الثانيه فيقال : مرحبا بفلان ، كان يرعى الله فى حق ماله و لا يتمسك منه بشىء .
ثم يمر حتى ينتهى إلى السماء الرابعة ، فيقرع الباب . فيقال : من أنت ؟
فيقول كدأبه فى مقالته . فيقال : أهلا بفلان كان يصوم فيحسن الصوم و يحفظه من أدران الرفث و حرام الطعام .
ثم ينتهى إلى السماء الخامسة فيقرع الباب . فيقال من أنت ؟
فيقول كعادته . فيقال : أهلا و سهلا بفلان ، أدى حجة الله الواجبة من غير سمعة و لا رياء ،
ثم يتنهى إلى السماء السادسة فيقرع الباب . فيقال : من أنت ؟
فيكول الأمين مقالته .فيقال : مرحبا بالرجل الصالح و النفس الطيبة كان كثير البر بوالديه
فيفتح له الباب . ثم يمر حتى ينتهى إلى السماء السابعة فيقرع الباب . فيقال : من أنت ؟
فيقول الأمين مقالته ، فيقال : مرحبا بفلان كان كثير الاستغفار بالأسحار و يتصدق فى السر و يكفل الأيتام ،
ثم يفتح له فيمر حتى ينتهى إلى سرادقات الجلال فيقرع الباب فيقال له : من أنت ؟
فيقول الأمين مثل قوله ، فيقول : أهلا و سلا بالعبد الصالح و النفس الطيبة . كان كثير الاستغفار ، و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يكرم المساكين ،
و يمر بملأ من الملائكة كلهم يبشرونه بالخير و يصافحونه ، حتى ينتهى إلى سدرة المنتهى فيقرع الباب . فيقال : من أنت ؟
فيقول الأمين كدئبه فى مقالته فيقال : أهلا و سهلا بفلان ، كان عمله عملا صالحا خالصا لوجه الله عز و جل ،
ثم يفتح له فيمر فى بحر من نار ، ثم يمر بحر من نور ، ثم يمر فى بحر من ظلمة ، ثم يمر فى بحر من ماء ، ثم يمر به فى بحر من ثلج ، ثم يمر به فى بحر من بَرَد ، طول كل بحر منها ألف عام . ثم يخترق الحجُب المضروبة على عرش الرحمن ، و هى ثمانون ألفا من السرلدقات ، لها شراريف ، لكل سرادق ثمانون ألف شرافة على كل شرافة ثمانون ألف قمر ،يهللون لله و يسبحونه و يقدسونه لو برز منها قمر واحد إلى سماء الدنيا ، لعُبد من دون الله و لأحرقها نورا ، فحينئذ ينادى من الحضرة القدسية من وراء أولئك السرادقات : من هذه النفس التى جئتم بها ؟
فيقال : فلان إبن فلان
فيقول الجليل جل جلاله : قربوه فنعم العبد كنت ياعبدى ، فإذا أوقفه بين يديه الكريمتين أخجله ببعض اللوه و المعاتبة حتى يظن أنه قد هلك ثم يعفو عنه .
فإذا قبض الملك النفس السعيدة ، تناولها ملكان حسان الوجوه ، عليهما ثياب حسنة ، و لهما رائحة طيبة ، فيلفونها فى حرير من حرير الجنة ، و هى على قدر النحلة ، شخص إنسانى مافقد من عقله و لا من علمه المكتسب له فى دار الدنيا ،
حتى ينتهى إلى السماء الدنيا ، فيقرع الأمين الباب فيقال للأمين : من أنت ؟
فيقول : أنا صلصائيل ، و هذا فلان معى بأحسن أسمائه و أحبها إليه ،
فيقول : نعم الرجل كان فلان ، و كانت عقيدته غير شاك .
ثم ينتهى به إلى السماء الثانية ، فيقرع الباب ، فيقال له : من أنت ؟
فيقول مقالته الأولى ، فيقولون : أهلا وسهلا بفلان . كان محافظا على صلاته بجميع فرائضها .
ثم يمر حتى ينتهى إلى السماء الثالثة . فيقرع الباب فيقال له : من أنت ؟
فيقول الأمين مقالته الأولى و الثانيه فيقال : مرحبا بفلان ، كان يرعى الله فى حق ماله و لا يتمسك منه بشىء .
ثم يمر حتى ينتهى إلى السماء الرابعة ، فيقرع الباب . فيقال : من أنت ؟
فيقول كدأبه فى مقالته . فيقال : أهلا بفلان كان يصوم فيحسن الصوم و يحفظه من أدران الرفث و حرام الطعام .
ثم ينتهى إلى السماء الخامسة فيقرع الباب . فيقال من أنت ؟
فيقول كعادته . فيقال : أهلا و سهلا بفلان ، أدى حجة الله الواجبة من غير سمعة و لا رياء ،
ثم يتنهى إلى السماء السادسة فيقرع الباب . فيقال : من أنت ؟
فيكول الأمين مقالته .فيقال : مرحبا بالرجل الصالح و النفس الطيبة كان كثير البر بوالديه
فيفتح له الباب . ثم يمر حتى ينتهى إلى السماء السابعة فيقرع الباب . فيقال : من أنت ؟
فيقول الأمين مقالته ، فيقال : مرحبا بفلان كان كثير الاستغفار بالأسحار و يتصدق فى السر و يكفل الأيتام ،
ثم يفتح له فيمر حتى ينتهى إلى سرادقات الجلال فيقرع الباب فيقال له : من أنت ؟
فيقول الأمين مثل قوله ، فيقول : أهلا و سلا بالعبد الصالح و النفس الطيبة . كان كثير الاستغفار ، و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يكرم المساكين ،
و يمر بملأ من الملائكة كلهم يبشرونه بالخير و يصافحونه ، حتى ينتهى إلى سدرة المنتهى فيقرع الباب . فيقال : من أنت ؟
فيقول الأمين كدئبه فى مقالته فيقال : أهلا و سهلا بفلان ، كان عمله عملا صالحا خالصا لوجه الله عز و جل ،
ثم يفتح له فيمر فى بحر من نار ، ثم يمر بحر من نور ، ثم يمر فى بحر من ظلمة ، ثم يمر فى بحر من ماء ، ثم يمر به فى بحر من ثلج ، ثم يمر به فى بحر من بَرَد ، طول كل بحر منها ألف عام . ثم يخترق الحجُب المضروبة على عرش الرحمن ، و هى ثمانون ألفا من السرلدقات ، لها شراريف ، لكل سرادق ثمانون ألف شرافة على كل شرافة ثمانون ألف قمر ،يهللون لله و يسبحونه و يقدسونه لو برز منها قمر واحد إلى سماء الدنيا ، لعُبد من دون الله و لأحرقها نورا ، فحينئذ ينادى من الحضرة القدسية من وراء أولئك السرادقات : من هذه النفس التى جئتم بها ؟
فيقال : فلان إبن فلان
فيقول الجليل جل جلاله : قربوه فنعم العبد كنت ياعبدى ، فإذا أوقفه بين يديه الكريمتين أخجله ببعض اللوه و المعاتبة حتى يظن أنه قد هلك ثم يعفو عنه .
أما الكافر فتؤخذ نفسه عُنفا ، فإذا وجهُه كأكل الحنظل و الملك يقول : اخرجى أيتها النفس الخبيثة من الجسد الخبيث ، فإذا له صراخ أعظم ما يكون كصراخ الحمير ، فإذا قبضها عزرائيل ناولها زبانية قباح الوجوه ، سود الثياب منتنى الرائحة ، بأيديهم مسوح من شعر ، فيلفونها فيستحيل شخصا إنسانيا على قدر الجرادة ، فإن الكافر أعظم جرما من المؤمن ، يعنى فى الجسم فى الأخرة ، و فى الصحيح أن ضرس الكافر فى النار ، مثل أثحد ، فيعرج به حتى ينتهى إلى السماء الدنيا ،
فيقرع الأمين الباب ، فيقال من أنت ؟
فيقول أنا دقيائيل لأنه إسم الملك الموكل على زبانية العذاب ،
فيقال : من معك ؟
فيقول : فلان بن فلان بأقبح أسمائه و أبغضها إليه فى دار الدنيا ،
فيقال : لا أهلا و لا سهلا و لا مرحبا . « لا تُفَتح لهم أبوابُ السماءِ ، و لا يَدخُلون الجنة » فإذا سمع الأمين هذه المقالة ، طرحا من يده ، فتهوى به الريح فى مكان سحيق أى بعيد ، فإذا انتهى إلى الأرض ابتدرهته الزبانية ، و سارت به إلى سجين ، و هى صخرة عطيمة تأوى إليها أرواح الفجار .
و أما النصارى و اليهود ، فمرددودون من الكرسى إلى قبورهم . هذا من كان منهم على شريعته ، و يشاهد غسله و دفنه .
و أما المشرك فلا يشاهد شيئا من ذلك ، لأنه قد هوى .
و أما المنافق فمثل الثانى يرد ننقوتا مطرودا إلى حفرته.
و أما المقصرون المؤمنون فتختلف أنواعهم ، فنمنهم ترده صلاته ، لأن العبد إذا قصر فى صلاته كان سارقا لها . فتلف كما يلف الثوب الخلق ، و يضرببعا وجهه . ثم تعرج و تقول ضيعك الله كما ضيعتنى ، و منهم من تردهزكاته لأنه إنما يزكى ليقال : فلان متصدق ، و ربما وضعها عند النساء ،
و من الناس من يرده صومه ، لأنه صام عن الطعام و لم يصم عن الكلام فهو رفث و خسران فيخرج الشهر و قد بهرجه ، و من الناس من يرده حجه ، لأنه حج ليقال فلان حج ، لأو يكزن حج بمال خبيث ، و من الناس من يرده العقوق ، و سائ أحوال البر كلها
.
فإذا ردت النفس إلى الجسد ووجدته قد أخذ فى غسله إن كان قد غسل فتقعد عند رأسه حتى يغسل فإذا أدرج الميت فى أكفانه صارت ملتصقة بالصدر من الخارج ، و لها خوار و عجيج تقول : أسرعوا بى ، إلى رحمة الله أى رحمة لو تعلمون ما أنتم حاملونى إليه ، و إن كان يبشر بالشفاء تقول : رويدا إلى أى عذاب لو تعلمون ما أنتم حاملونى إليه ، فإذا أدخل القبر و هيل عليه التراب ناداه القبر : كنت تفرح على ظهرى ، فاليوم تحزن فى بطنى ، كنت تأكل الألوان على ظهرى ، فلآن يأكلك الدود فى بطنى و يكثر عليه مثل هذه الألفاظ الموبخة حتى يسوى عليه التراب ثم يناديه ملك يقال له رومان ، و هو أول ما يلقى الميت إذا دخل قبره .